أحكام متعلقة بصلاة الكسوف
المقال
أحكام متعلقة بصلاة الكسوف
جمعها وأعدّها: د. فهد بن إبراهيم الجمعة
صلاة كسوف الشمس والقمر سنة مؤكدة.
ويسن فعلها جماعة كما فعلها النبي ﷺ، وليست شرطًا فيها بل تصح فرادى.
والسنة أن يصليها في المسجد؛ قالت عائشة: "خسفت الشمس في حياة رسول الله ﷺ فخرج إلى المسجد فصفّ الناسُ وراءه". رواه البخاري.
وتشرع في حق النساء؛ لأن عائشة وأسماء صلتا مع رسول الله ﷺ في المسجد. رواه البخاري.
وقتها من ابتداء الكسوف إلى ذهابه، ولا تُصلى حتى يرى الناسُ الكسوفَ لقوله ﷺ: "إذا رأيتم شيئًا من ذلك فصلوا حتى ينجلي". رواه مسلم.
تفوت الصلاة بانجلاء الكسوف كليةً، فإن انجلى البعض فله الشروع في الصلاة للباقي.
إذا لم يُعلم بالكسوف إلا بعد زواله فلا يقضى؛ لأنها مقيدة بسبب تزول بزواله، ولا يشرع قضائها.
ويُنادى لها بقول: "الصلاة جامعة"، فعن عبد الله بن عمرو قال: "لما كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ نودي بالصلاة جامعة". متفق عليه.
ويُكرِّر المنادي ذلك، حتى يظن أنه قد أسمع الناس.
ولا يسن لها أذان ولا إقامة اتفاقًا.
وهي ركعتان في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان.
يقرأ في الأولى جهرًا-ليلاً كانت أو نهاراً- الفاتحة، وسورة طويلة، ثم يركع طويلًا، ثم يرفع، فيسمّع، ويحمد، ولا يسجد، بل يقرأ الفاتحة وسورة طويلة دون الأولى، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يصلى الثانية كالأولى، لكن دونها في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلّم. فعن عائشة قالت: "خسفت الشمس في حياة رسول الله ﷺ فخرج رسول الله ﷺ إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ قراءةً طويلة ثم كبّر فركع ركوعًا طويلًا ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءةً طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعًا طويلًا هو أدنى من الركوع الأول ثم قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة". رواه مسلم وفي رواية (ثم سجد سجودًا طويلًا".
ويجهر بالقراءة سواء كانت بالنهار أو بالليل لحديث عائشة في الصحيحين: "جهر النبي ﷺ في صلاة الخسوف بقراءته"، ويرى بعض العلماء الإسرار لكسوف الشمس، والأمر واسع والأول أصح.
وتصح الصلاة بأي قدرٍ من القراءة ولكن يستحب إطالتها.
ويسن أن يكثر المسلم من ذكر الله، والاستغفار، والتكبير والصدقة، والتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من القرب، لقول النبي ﷺ: "فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلّوا وتصدقوا". متفق عليه.
ومن العلماء مَن يرى أنه لو صلاها ركعتين كالنافلة صحّت وأجزأته للكسوف وفاتته السنة، والله أعلم.
ويسن أن يعظ الإمامُ الناسَ بعد صلاة الكسوف ويحذِّرهم من الغفلة ويأمرهم بالإكثار من الدعاء والاستغفار؛ لفعل النبي ﷺ، فقد خطب الناس بعد الصلاة وقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكَبِّروا، وصلوا وتصدقوا". رواه البخاري.
والسنة أن تستمر صلاة الكسوف حتى ينكشف، ويعود كما كان، فإذا انتهت الصلاة قبل الانجلاء فلا تعاد، بل يذكر الله، ويكثر من دعائه؛ لقوله ﷺ: "فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلّوا حتى ينجلي" رواه البخاري.
فدلَّ على أنه إنْ سلّم من الصلاة قبل الانجلاء تشاغل بالدعاء.
وإذا تم الانجلاء وهو في الصلاة أتمها خفيفة، ولا يقطعها.
وما بعد الركوع الأول لا تدرك به الركعة، فعلى هذا لو دخل مسبوقٌ مع الإِمام بعد أن رفع رأسه من الركوع الأول فإن هذه الركعة تعتبر قد فاتته فيقضيها.
تُقضى الركعات الفائتة على هيئة الصلاة فتكون الركعة بقرائتين وركوعين وسجودين يطيلهما إذا كان الكسوف مازال مستمرًا ويخففهما إذا كان قد انقضى.
يجوز رفع اليدين في الدعاء في الكسوف؛ لحديث عبد الرحمن بن سمرة قال: "فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه". رواه مسلم.
تُصلى صلاة الكسوف حتى في أوقات النهي.
لا تُشرع صلاة الكسوف أو الخسوف بمجرد الخبر، بل حتى يُرى ذلك عيانًا.
لا يُقال أنّ الكسوف أو الخسوف عقوبة من الله، بل الثابت في السنة أنهما آيتان من آيات الله يخوّف الله بهما عباده.
التعليقات : 0 تعليق
روابط ذات صلة
المقال السابق
| المقالات المتشابهة | المقال التالي
|
جديد المقالات
القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
التواجد الآن
يتصفح الموقع حالياً 6
تفاصيل المتواجدون
تصميم وتطوير كنون